حكايا العجائز
القاتلة
تروي عجائز القرية قصص بطولة الرجال و النساء على حد سواء و لكن و من باب التوكيد على بطواة النساء و حرصهن على ابراز ما يدل على انهن رمز الشرف و العفة ، فقد وصلت الى الوقت الحاضر عن السنة النساء قصة المرأة القاتلة . لسنا متأكدين من الأسماء و لكن إجماع الروايات يقول بأنها ( أسماء خلوف ) أما الزمن فهو خلال وجود الاحتلال الفرنسي في سورية ، تقول القصة أن جنود الاحتلال كانوا خلال عبورهم من القرى ينهبون من الطعام أو الماشية ما شاؤا و الخطير في الموضوع أنهم كانوا يعتدون على النساء إن وجدوهن دون سند ، كانت المأة المذكورة مع أختها يجمعن بعض الحطب و القش في مكان بعيد عن القرية و ذلك لاغراض الطهو و التدفئة ، و إذ بجندي يلوح من بعيد ، ففكرت المرأة بقتله لعلمه المسبق بما يمثله من سرقة ووحشية و ظلم ، و دبر الخطة فاختفت خلف صخرة و بعض العشاب تاركة أختها ، وعندما إقترب الجندي لغاية السرقة أو أي غاية أخرى ، أدارت الأخت معه حديثا صغيرا لتتمكن المرأة من الخروج من خلفه و إنزال الفأس في رأسه ليسقط صريعا . تؤكد عجائز القرية القصة و موقع الحادثة ومنذ فترة قريبة عثر أحدهم على فأس في البئر التي قالت القصة أن المرأة ألقتها فيها مع الجثة .
الحرب الاهلية ( الكربيسة )
لسن بصدد حرب أقوام و شعوب ، و انما ما تناقله سكان المنطقة عن مشاجرة جماعية دارت في قرية حزرة منذ عهد طويل ، لا يوجد مصدر مدون عن المشاجرو و انما هي روايات السكان تدعمها أدلة منطقية أولها العمار القديم الشاسع للقرية و أثاره الدالة على ان القرية كانت من اكبر قرى المنطقة و للوصول الى جواب لمن يسأل عن سبب هلاك و دمار ذلك التجمع الكاني الكبير لا بد من قراءة هذه السطور و سماع ما تبقى من تللك القصص على ألسنة العجائز من سكان القرة و القرى المجاورة ، تقول القصة أن قرية كبيرة و جدت هنا و كان فيها منزل للمختار أو ماشابهه من مرجع لسكن القرية ، و من المفترض على نساء القرية العناية بنظافة ذلك المنزل ، و حسب الترتيب تقوم النساء بالمهمة ، طبعا هذا هو السبب المباشر فلا بد من وجود حزازيات بين السكان أدت لتفرقهم في صفين متعارضين ، و في ذات يوم كان زفاف إحدى النساء من عائلة دورها في العناية بمنزل المختار هو اليوم التالي للزفاف ، و لكن المختار أصر على وجودها في الخدمة و بالفعل ذهبت و لكنها أشعلت الأحقاد كلها بإثارة الفتنة ، فعند إحضارها الماء للتنظيف من بئر القرية مرت من أمام الرجال دون إحتشام أي بلباس يليق بالظهور بين النساء فقط ، فاستغرب أهلها و أقربائها و سألوها إن مسها جنون ، فأجابت في جمع من الرجال " لو كنتم رجالا يحتشم أمامكم و تخجلون من العار ما تركتموني أخدم في اليوم التالي للزفاف " و هذا ما أثا المشكلة الكبرى حيث أعد الرجال من أهل المرأه سلتاحهم و بدأت مشاجرة دخل فيها الكثير لتصفية الكثير من المشاكل القديمة و الحديثة ، و يقول بعض الرواة بأنهمخ سمعوا أن الداء سالت في طرقات القرية مثل الماء . و مرة أخرى تقول هذه القصص التي نسمعها و لكن لا يوجد دليل مكتوب عن الزمن أو الأحداث .
القرية القديمة ( الخربة )
ألى شمال القرية بنحو كم واحد يوجد أثار لقرية تسمى بـ( الخربة ) و هي أطلال قرية صغيرة مهدمة ، و لكن بنائها من الحجر الصغير و الأتربة ، أما القرية الحالية فالاثار الموجودة فيها هي أثار رومانية قديمة و أثار إسلامية ، و أخر نوع من الابنية فيها هي عبارة عن تجميع للأبنية الاثرية المهدمه ، فأصبحت على شكل أقبية و جدران تتوزع الحجارة الاثرية المنحوتة و المزخرفة فيها و لكن دون رابط بينها ، فقد تغيرت كثيرا و تنتشر الأن الابنية الحديثةبينها ، و السؤال المطروح متى و لماذا بنى السكان القرية القديمة ؟ ؟ ؟ السبب هو و خلال فترات الاحتلال العثمانية الطويلة كان السكان يتعرضون للنهب سواء من المحتل أو من اللصوص دون و جود جهاز أمن ، فكان لا بد من ملاذ يحميهم ، فقام السكان القدماء ببناء القرية المؤقتة التي يلوذون بها عندما يداهمهم خطر و فترة لاحقة باتت مكانا لإيواء القطعان كونها تقع في الجبل البعيد وسط المراعي .
الترفيه و الطرائف
قصص من قرية (ح)
هذه قصص سمعتها من جدي بل من الكثير من شيوخ قريتنا والقرى المجاورة ، بأنه في الزمن الغابر وحين لم يكن هنالك تلفاز لتسلية الفلاحين الذين كان عملهم الوحيد هو الحقل ، و من المعلوم أن أعمال الحقل تتوقف فترة طويلة في الشتاء ، وحينها كانت التسلية من صنع أيديهم ، فكانوا يمازحون بعضهم بمقالب ما زالت تروى حتى اليوم و بعضها تحول ليكون لقبا لبعض القرى .
خبث النساء
عرفت القرية منذ القدم بأن فيها من الدهاء الكثير ، و لم يكن الدهاء حكراً على الرجال ، حيث تروي العجائز قصص عن امرأتين من القرية كانتا تعملان مثل كل نساء ذلك الزمن في أعمال الحقول ، و كان رجلان من القرى المجاورة مصابان بخلل في القدرات العقلية أو كما يسمون بالدراويش ، كان الرجلان يترددان في كل القرى فكان من المرأتين في حزرة أن استغلتاهما و ذلك بوعدهما بالزواج منهما ، فكان الرجلان يقومان بمعظم أعمال الحقل و الاهتمام بالماشية و خاصة أن للمرأتين أخوين من الذكور يعملان في المدينة فكان عليهما كل الأعمال حتى الشاقة منها ، و يحكى بأن والد المرأتين كان يسمح للرجلين بالمبيت في مستودع الأعلاف و التبن أو في القبو ( الإسطبل ) و كان يستيقظ ليلا ليسمع عراكهما فكل منهما يسب الأخر و يعيره بالقذارة و طبعا كلاهما في نفس المكان و نفس الحالة المزرية و في الصباح تراهما من أحسن الناس صحبة فيحكان ظهرهما ببعضهما من البراغيث و القمل ، و كثيرا ما يراهما الناس في الطرقات و هما يغنيان عشقا ، أو يتغزلان بالمحبوبة ، طبعا المحبوبة ليست هنا ، لدرجة يظن الناس أن العشق هو من سلبهما عقلهما . و هكذا مرت أيام وهما مخدوعان يقومان بالعمل المجاني و يقدمان التسلية لأهل القرية .
أبو سن
قديما كانت وسائل النقل قليلة جدا ، وكان على الزائر لأي قرية أن يبيت فيها إذا حل الليل خوفا من الحيوانات ، أو لا بد من الذهاب مشيا على القدمين ، وذات يوم كان يزور رجل غريب جماعة في حزرة و معه دراجة نارية ، و عندما حل الليل أصر الرجل على المغادرة لأن أهله سوف يقلقون عليه ، و لكن الجماعة قالوا له بأن في الطريق حيوانا مفترسا له سن واحدة يقال له أبو سن و هو سريع جدا و يمكنه اللحاق بالدراجة النارية و شرعوا يذكرون قصصا عن ضحايا الوحش و الهروب المستحيل منه ، حتى خاف الرجل ، لكنه يريد الذهاب فقال له أحدهم بأن أبو سن هذا لا يقترب من الأشياء البيضاء اللون فلا بد من أن يكون لباسك أبيض حتى تنجو منه ، و بما أنه لا يوجد لديهم لباس أبيض ، فأحضروا له كيس طحين و ثقبوا له مكان العينين ثم ألبسوه إياه و عندما و صل قريته ، خاف أهله أن يكون مسه جنون و عندما شرح لهم الخبر دون ذكر المكان الذي كان فيه قالوا لابد أنك كنت في حزرة .
قصة قريتين
كانت قرية (ح) و قرية (م) معروفتين بالكثير من المقالب ، و جاء يوم يحمل بعض التحدي بين أهالي القريتين لمعرفة الأفضل أو الأدهى ، فكان أن جاء الشتاء و التحدي قائم ولكن هذا لا يعني العداء ، وكان بعض رعاة الأبقار من (م) يرعون أبقارهم بالقرب من (ح) و جاءت السماء بالكثير من الأمطار لدرجة دفعتهم للبحث عن مكان لإيواء الأبقار فطلبوا العون من أهالي (ح) الذين أغاثوهم بطيبة قلب و أعطوهم دارا للأبقار ثم عادوا بالرجال إلى دار يسهر فيها رجال القرية و قدموا لهم الضيافة و العشاء و جالسوهم يتسامرون و في هذه الأثناء خطر ببال أحد أهل (ح) المؤامرة و اتفق مع البعض عليها ، حيث أخرجوا الأبقار إلى دار أخرى و تركوا الباب مفتوح مما يدل على أن الرياح و الأمطار هي الفاعل ، و قبل أن يخلد الضيوف للنوم أراد أحدهم الاطمئنان على الأبقار و عندما علم بالمصيبة عاد مذعورا و تظاهر أهالي (ح) بالجزع أيضا و اتفق الجميع على التفرق في طرق شتى تحت الأمطار للبحث عن القطيع و عندما انطلقوا عاد أهالي (ح) للنوم و في الصباح عاد أهالي (م) منهكين و قد خاضوا في الأوحال و الجبال دون جدوى و عند ذالك أخبرهم أهالي (ح) بالخبر ، فقد نالوا منهم و أثبتوا أنهم الأدهى .
الخبيثان
عرف الناس رجلا من قرية مجاورة ل(ح) مشهور بالتأنق في مظهره و ملبسه فلا يخرج من منزله إلا و هو كامل الأناقة ، حدث ذات يوم أنه كان مارا بقرية (ح) و كانت شمس الصيف قويه و في ظل أحد البيوت كان يجلس رجلان من أخبث من عرفتهم القرية و عندما لاح تحت الشمس الرجل المتأنق عرفوه فأضمروا له شرا ، في ظل بيت مجاور كان طفل يقضي حاجته ، فما كان منهما إلا أن ذهبا إلى مكان الطفل و غطوا البراز ببعض القش و رتبوا المكان للجلوس وعند اقتراب الرجل المتأنق صافحاه بحرارة و دعوه للجلوس معهم و بعد إصرار أجلسوه في المكان المحدد و أحدهم عن يمينه و الأخر عن شماله ، ثم بدء كل منهما يحدثه و يدفعه بلطف قي سياق الحديث ، فدفعة من اليمين و أخرى من الشمال ، حتى تأكدا من تمام الأمر ، أما المتأنق فقد شعر بأن برودة هذا الظل تزداد ، و عندها قام الرجلان يركضان ، وعندما تحسس السروال علم الخديعة ، فأـقسم أن يرديهما قتيلين ، لكن الناس تدخلوا و أصلحوا بينهما ، فأقسم عليهما إن شاهداه في طريق أن يتنحيا عنه و إلا أصابهما شر ما .